<UL>
<LI>
<DIV align=right><STRONG><EM>عيون عبلة<BR><BR>(1) كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة<BR>فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه<BR>( 2 ) لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ <BR>سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة<BR>( 3 ) قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا<BR>واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ".. وارجُ المعذرة<BR>( 4 ) ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً<BR>فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرة<BR>( 5 ) والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ <BR>فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة<BR>( 6 ) فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها<BR>واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة<BR>( 7 ) وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً<BR>وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة<BR>( 8 ) اكتبْ لها ما<BR>كنتَ تكتبُه لها <BR>تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة:<BR>( 9 ) "يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي"<BR>هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مقفرة؟!<BR>( 10 ) هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ<BR>وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟!<BR>( 11 ) يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً<BR>عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!<BR>( 12 ) متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً<BR>نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه <BR>( 13 ) عَبْسٌ.. تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم<BR>حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه<BR>( 14 ) في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً<BR>أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه<BR>( 15 ) لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ<BR>فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرة <BR>( 16 ) وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ<BR>بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه<BR>( 17 ) "هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ"<BR>كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدرة؟!<BR>( 18 ) هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ <BR>متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه<BR>( 19 ) "لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"<BR>ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه<BR>( 20 ) يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم<BR>مفتاحَ<BR>خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة<BR>( 21 ) فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم <BR>ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه<BR>( 22 ) ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم<BR>فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَه<BR>( 23 ) هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها<BR>مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه<BR>( 24 ) ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها<BR>لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه<BR>( 25 ) فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً <BR>في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة<BR>( 26 ) عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي<BR>لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة<BR>( 27 ) وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها<BR>تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه<!--
google_ad_section_end --></EM></STRONG></DIV></LI></UL>